الجمعة، 10 ديسمبر 2010

الكنيسة والفيس بوك

بقلم: القمص أثناسيوس ﭼورﭺ
تزايدت المجموعات المشاركة على موقع اﻠ Facebook وبلغت مئات الملايين٬ لذا يتعين على الكنيسة أن تنصح أبناءها بترشيد الإستخدام من حيث الكم والكيف٬ وأن تكون مشاركتهم للإستفادة ولخيرهم ولبنيانهم الروحي والفكري والعلمي... فليس كل ما يُنشر يؤخذ كما هو بل بفحص وإختيار!!! خاصة ما يختص بالأمور العقيدية واللاهوتية والأخلاقية بل والخبرية أيضاً.
إن كل قراءة علمانية للكنيسة هي قراءة خاطئة تُظهر الكنيسة وكأنها مجرد مؤسسة بشرية٬ ما يجعل القراءة بعيدة عن الحقيقة والواقع ولا تَمُتّ إليهما بصِلة٬ فالكنيسة كتابية سرائرية آبائية نسكية متغربة على الأرض ووطنها الحقيقي في السماء٬ مبنية على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه هو حَجَر الزاوية فيها٬ وهي بهية حسنة مُرهبة كجيش بألوية٬ ولأن ذلك كذلك فالكنيسة أم الأولاد الفرحة التي تجمع أولادها وتسلمهم صراحة الإيمان وتحذرهم من الذئاب الخاطفة ومن الأخوة الكذبة. لذلك لنحترس إذن لأنفسنا مميزين وفاحصين في كل شيء٬ ليس في هذا العالم فقط ولكن أيضاً في العالم الإفتراضي الذي ندخله عبر الإنترنت واﻠ Facebook.
والكنيسة دائماً توصي أبناءها بالإبتعاد عن الإنسياق والإنزلاق لكل لغة لا توافق سياقنا الفكري والعقيدي٬ كذلك تحذر الكنيسة أبناءها من الإنحدار الأخلاقي وأساليب التشكيك والتجريح والتجنّي والإشاعات٬ لأننا جميعاً في (دائرة حكم الله) كخليقة جديدة حائزين على حرية أبناء لله٬ فضميرنا الطاهر يراقب أخلاقنا وسلوكنا ويُحسن الحُكم والتصرف٬ وشهادة ضميرنا هي مرآة مسيحيتنا.

ومن هنا ينبغي أن نُغلِّب الحقيقة الموضوعية على كل ما دونها٬ لأن لغة المحبة والرحمة والأدب المسيحي لا يتمشى مع التهجم والإساءة والقُبح وفيض الخَلَاعة. كذلك الذين ولدوا من المعمودية لهم ترتيبهم وبيئتهم ونموهم لأنهم زرع لا يفنى٬ وأيضاً الذين يقتفون آثار الشهداء والقديسين ولُباس الصليب لهم طريقتهم وسلوكهم وتدبيرهم.
والكنيسة إذ تشجع أولادها على توظيف الآليات الإعلامية الجديدة لما فيه خيرهم وصلاحهم٬ كذلك تُحثهم على وجوب الإستعمال الصحيح من دون مضيعة للوقت أو الهدف الذي من أجله نعيش٬ كي تُستخدم هذه الآليات إستخداماً إيجابياً في تفعيل العلاقات الإجتماعية السليمة٬ وفي نمو المعرفة والثقافة٬ مع الإحتراص في ما ينشرونه٬ وأن لا يرتكبوا حماقات ترتد عليهم في ما بعد.
لقد انتهى زمن الخصوصية بحسب مقولة (مارك) مؤسس الفيس بوك.... فقد أصبح هذا البرنامج جواز سفر مفتوح للتسلل إلى السِيَر الذاتية والمعلومات والصور والأفكار والإنطباعات!!!! فلنحذر إذن ولنسلك بتدقيق كحكماء لا كجهلاء٬ منقادين بروح الله في كل ما هو حق وجليل وعادل وطاهر ومُسِر وصيته حسن٬ حسب صورة وطابع التعليم الذي تسلمناه.

والكنيسة تقود أبناءها في طريق البنيان وتشجعهم على الحوار وإحترام العقول وتنمية الوعي والمدارك وتوظيف الحداثة بالتمييز في ما يُنشر وإنتقاء ما يناسب وإختيار ما يليق٬ كذلك تحذر الكنيسة أبناءها من نشر الخصوصيات التي يستغلها الأردياء وضعاف النفوس٬ إذ لا يوجد ما يمكن الإحتفاظ بسرّيته٬ ولا توجد ضوابط للحماية أو للخصوصية. فالكثير من الذين يدخلون هذه المواقع يهوون ما يُسمى (الجهاد الإلكتروني)٬ لنُعرض عنهم وعن كل المتصيدين والمتربصين والمحتالين الذين يبتغون الفخاخ الإجتماعية والإقتناص والأسلمة.
إن الضرورة موضوعة علينا كي نقدم قوة لاهوت الكلمة التي تُنير الأذهان وتعلن السر الإلهي وبنور الكلمة نطرد ظلمة الجهالة والشر ونختار النور والمعرفة وحلاوة الإستقامة٬ مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا -(لمجاوبة لا لمحاربة)- فهل ما نضعه على صفحات الفيس بوك يعكس ذلك؟! وهل ما نخزنه من صور وتعليقات ومراسلات يشهد للنعمة التي نحن فيها مقيمين. هل يُعبّر عن نذرنا ودعوتنا ورسالتنا كنور وكملح وكسفراء؟!.
فلنمتحن كل شيء ولنتمسك بالحسن (۱تس۲۱:٥)٬ مُعلنين الحق بتمامه٬ إذ لدينا قوة النعمة التي تعين ضعفنا وتكملنا٬ والحق الساكن فينا لا يخضع للتغيير ولا للشيخوخة٬ لذا وجودنا على صفحات الفيس بوك ينبغي أيضاً أن يفيض بما نلناه مجاناً حتى نأتي بثمر٬ كلٌّ على قدر طاقته٬ وما ننشره من تعليم يصب في إصلاح النفس والسلوك والحياة والثمر وربح الكثيرين. لنجعل من الفيس بوك كنيسة كونية ومنارة جامعة وسفارة مسكونية ممجدين الله كل حين.

اسرة شهداء انصنا
بدير ابو حنس

الكراهية الإلكترونية

بقلم: محمد عبد الفتاح السرورى
قالوا أن العلم نور ولكن يحلو لكثير من الناس أن يحولوا هذا النور الى ظلام دامس حتى تشبع نفوسهم المهزومة وبدلا من يحاولون ان يستغلوا نعمة العلم فى المعرفة وبدلا من ان يكون العلم سبيلا الى التقدم يصبح فى أيدى البعض وسية من وسائل التأخر والتخلف أقول قولى هذا بسبب ما نقرأة يوميا على شاشة الإنترنت فى كثير من المواقع وخاصة فى المواقع المخصصه لإستقبال تعليقات قراء الصحف على الأخبار والمقالات المنشورة
لاشك أن الشبكة الإلكترونية قد أتاحت للجميع فرصة التعبير عن آراءهم وأفكارهم وأصبح المجال مفتوحا أمام من يرغب فى التعليق أو التعقيب على ما يشاء من أخبار ومقالات ولكن للأسف إن الكثير ممن يتعاملون مع هذه الخدمة لا يحترمون أصولها ولا يراعون الحد الأدنى من الأدبيات الواجب توافرها عند إبداء الرأى ناهيكم عن رداءة اللغة وسوقيتها (أحدهم كتب كلمة ديمن بدلا من ان يكتب دائما او حتى ديما )

ويزداد الأمر فبحا عندما يتعلق الموضوع بخبر أو مقال يخص أزمة بين المسلمين والمسيحين فى مصر فنرى العجب ممن يتصدون بإبداء الرأى والمشاركة نرى كما هائلا من البذاءات المتبادلة نلاحظ سيلا مهولا من الألفاظ التى تفيض حقدا وكراهية وغلا لا أحد على وجه التحديد يعرف من زرعه ولأى هدف خاصة أن هذه النيران المتأججه لن تصيب فئة دون أخرى ولكنها سوف تصيب الجميع بلا إستثناء
الموضوع لا يحتاج الى قوة ملاحظة ولا عناء فى البحث يكفى أن تتابع فقط أخبار إحدى الأزمات السيارة فى المجتمع والتى يكون طرفيها مسلمون وأقباط وتتبع الخط العام لنوعية التعليقات والتعقيبات على هذا الخبر او ذاك حتى تصل وبسهولة لنتيجة مؤداها ان هناك مصطلحا جديدا أستطيع وبثقه أن أدشن وجوده فى المجتمع المصرى

ألا وهو (الكراهية الإلكترونية
وبدلا من يصبح الإنترنت مجالا للتحاور الراقى وبدلا من يصبح هذا الفضاء الألكترونى ساحة للنقاش النقدى وطرح مختلف وجهات النظر صار العكس هو الصحيح وذلك على الرغم من أن المفترض فى مستخدمى الشبكة العنكبوتية توافر الحد الادنى من الوعى ومن الثقافة خاصة وان من يستخدم الانترنت إنما هو يتعامل مع ارقى وسيلة إتصال - وتواصل- عرفتها البشرية ولكن السؤال فيما نستخدمها وبأى لغة نكتب ونتحدث بها وقبل كل ذلك لأى غرض ولأى هدف نسعى من تعاملنا معها إن المتبحر فى عالم الإنترنت فيما يخص مواقع الجرائد المصرية تحديدا يجد إنحدارا واضحا فى اللغة (ولم لا وهناك صحف تدبج عناوينها الرئيسية بلغة العوام) يجد إنحدار شديدا فى إسلوب التعبير عن الرأى

وأعود لمتن المقال وغرضه ألا وهو نوعية التعليقات على الأخبار التى تخص أزمة هنا أو هناك بين المسلمين والمسيحين فإذا بالامر يتحول بالكامل لما يشبه المناظرات الدينية ووصلات من السباب المتبادل المفارقة ان الكثير من هذه التعليقات لا تتعامل مع الخبر أو موضوع الأزمة بل كاتبها يفيض بما يشعر به تجاه الطرف الأخر من مشاعر فى مجملها مشاعر سلبية بل وقد ينسى الجمع أسباب المشكلة والوسائل الحضارية لمواجهتها
ولأن-وكماذكرت - المجال مفتوح للجميع (وتلك نعمة نتمنى على الله أن تدوم ) فقد ادى ذلك الى هذة الإستباحة لكل معانى الوطنية والمواطنة للمسلمين والمسيحين على حد سواء
ترى هل سيأتى يوم نكون فيه على مستوى هذه المسئولية مسئولية الحرية الرائعة التى أعطاها لنا العلم أرجو ذلك ولكنى أؤكد أن هذا لن يتم إلا بعد نستطيع أن نفكر صوابا وان نكتب صوابا فمن كان يصدق أن هناك شخص يعرف القراءة والكتابة بل ويستخدم التقنية الحديثة يكتب كلمة (ديمن بدلا من دائما ) ونحن الذين كنا نتدر فى أعمالنا الفنية بمقولة (العلم نورن) حتى أضحت حقيقة نقرأها يوميا دون ان يحرك فينا ساكنا

اسرة شهداء انصنا
بدير ابو حنس

بستان الدموع

تألم فاتجه بغلبة نحو الصلاة`
في هذا البستان الذي هرب اليه داود من وجه ابنه أبشالوم، أما داود فاستمر يرتقي جبل الزيتون باكياً مغطى الرأس وحافي القدمين (2 صم 15: 30) وفي هذا الجبل ذرى يوشيا الملك الصالح غبار مذابح الاصنام (2 مل 23: 16) وهكذا الرب يسوع كان منحصراً في حزنه وضيقه الشديد حتى انه باح الى تلاميذه وقال نفسي حزينة جداً حتى الموت (متى 26: 38).


جملة حزينة جداً تستدر دمع العين وأنها أثرت جداً في نفوس التلاميذ حتى جعلتهم يتمنون لو يقدمون ذواتهم ضحية لانقاذ سيدهم.

ولكن لا يمكن لجميع البشر ان يقوموا باحتمال ما احزن المخلص حتى أن تلاميذه لم يقدروا ان يسهروا معه ساعة واحدة (متى 26: 40).

تعال معي ندخل هذا البستان ونتأمل ما حصل منه فنجد أمراً محزناً لا مفرحاً، هنالك نرى مشهد يجرح القلب، هنالك نرى آدم الجديد في البستان يعمل لا لكي ينعم بما كان ينعم به آدم في بستان عدن بل كان يجاهد ليحصل على خلاص كل البشر.
فما أعظم الفرق بين البستانين فالأول توفرت فيه كل اسباب الراحة والسرور والثاني كان مفعماً بعلامات الحزن والكآبة، بستان خصب وبستان مجذب، بستان يستريح فيه المخلوق وبستان يتعب فيه الخالق، بستان ابتدأ فيه شقاء الانسانيه وبستان خرجت منه سعادة الانسانية، بستان ذين فيه آدم وبستان وَفى فيه يسوع دين آدم.

هناك مشهد أليم قاله الرب يسوع لتلاميذه: أمكثوا ههنا وأسهروا معي ثم تقدم قليلاً وخر على وجهه وكان يصلي قائلاً: يا أبتاه ان أمكن أن تعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كما أريد بل كما تريد أنت (متى 26: 38 ، 39).

فيا له من مشهد بديع يعلمنا أقصى درجات التواضع ويرسم أمامنا كيفية الصلاة بالالام والطاعة، أطاع حتى الموت ليداوي جروح العصيان. يا له من مشهد يحرك الجماد ومشهد يبقى مؤثراً رغم مرور الأيام لا بل الشهور والأزمان، ابن الله المساوي في الجوهر يُرى حزيناً طريحاً على الأرض ذاك الذي هو في حضن الآب مكانه (يو 1: 18). هذا الاله المسجود له من قِبل كل القوات السماوية نراه يجثو ويركع (فلبي 2: 5-10).

من يرى هذا المشهد ولا يتأثر.
من يرى هذا التواضع ولا ينكسر قلبه.
من يرى الرفيع يجثو وينحني وهو لا يجثو.

تألم فاتجه بغلبة نحو الصلاة، الذي يسمع طلبات الآخرين ويقبل توسلات الغير أخذ يصلي بحرارة ففي ضيقك يا أخي تشجع وأسكب قلبك وسمع صراخك الى الله.

هو جرب لكي يعين المجربين.
هو يصلي لكي يعين المصلين، صلى لكي تعبر عنه الساعة (مر 14: 35) وكيف ذلك؟ أتى ليموت فكيف يريد التخلص من الموت؟ لقد جاء الى الصليب فكيف يرغب ان يفلت منه؟

لم لم يصل هكذا لما تشبه بنا في كل شيء لقد اعطانا نموذجا حسنا نتصرف به في ضيقاتنا فاذاً لم يطلب أن يتنحى بل أراد ان يعلمنا درساً وهو القائل: "ليس أحد يأخذها منى بل اضعها أنا من ذاتي، لي سلطان أن اضعها ولي سلطان أن أخذها أيضاً (يو 10: 18)".

ان الرب يسوع في هذا البستان عرق دما لا ماء من مجرد تصوره الالامه فكم كان حزيناً حيثما وقعت عليه بالفعل ومن لا يتأثر بهذا الحال ومن لا يتوجع على خطاياه التي جعلت الله يتوجع.

أعلم ايها البعيد عن الرب ان ما جعل العرق يتصبب دماً من مخلصك ليس هو العذاب الذي كان أمامه بل لكي يشتري لك دواءً لنفسك وهذا كان مكلفاً وثمناً باهظاً.

تبارك اسمك أيها الرب يسوع وكل نسمة فلتسبح اسمك العظيم.
اسرة شهداء انصنا بدير ابو حنس